• نقابة المحامين في طرابلس - لبنان

النقيب المراد من سجن طرابلس-القبة : المحاماة رسالةٌ لا بُدّ من تأديتها في مفهوم الإنسانية

22/12/2019

قام وفدٌ من نقابة المحامين في طرابلس برئاسة النقيب محمد المراد ، وبحضور أعضاء مجلس النقابة الأستاذة يوسف الدويهي، بلال هرموش، وباسكال أيوب، وعدد من الزميلات والزملاء، بزيارةٍ للسجون في محافظتي الشمال وعكار، وسجن رومية المركزي، وذلك بالتعاون مع لجنة السجون في النقابة، وبالتنسيق مع نقابة المحامين في بيروت.

وقد تجمّع الزملاء المشاركين من نقابتي بيروت وطرابلس، في دار نقابة المحامين في طرابلس، حيث أعطى النقيب المراد، التوجيهات الواجب اعتمادها، بالنسبة للمساجين الذين ليس لديهم محامٍ، وطريقة العمل لإحصاء الملفات وفرزها، ثم توجه الجميع الى السجون التي سبق وتمّ تحديدها لمباشرة العمل.


وتوجه النقيب المراد وممثل نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف عضو مجلس النقابة الأستاذ عماد مرتينيوس ومفوض قصر العدل الأستاذ بلال هرموش، الى نظارة قصر العدل في طرابلس، حيث أطلعوا على أوضاع المساجين وأعدادهم، التي تصل أحياناً الى 120 سجيناً، بالرغم من أنها تتسع فقط لـ 80 سجيناً كحدٍّ أقصى، وذلك بسبب الإكتظاظ في سجن طرابلس المركزي، وزيادة أعداد المساجين السوريين،بالرغم من وجود  حوالي الـ 70 بالمئة من الموقوفوين في النظارة ينطبق عليهم صفة مساجين.

كما إستفسر النقيب المراد عن كيفية المعالجة الطبية للموقوفين في الحالات الطارئة، وعن تأمين الحاجات الأساسية لهم من طعامٍ وشراب، بالإضافة الى لقائهم بذويهم .

سجن طرابلس -القبة
ثم إنتقل الجميع الى سجن طرابلس-القبة ( رجال – نساء)، بمتابعةٍ من أمين سر النقابة الأستاذ يوسف الدويهي، حيث كان في إستقبالهم قائد سرية طرابلس العقيد عبد الناصر غمراوي، وآمر فصيلة سجون طرابلس العقيد بهاء الصمد.

وكان للنقيب المراد كلمةً قال فيها:" إنطلقت هذه المبادرة من المعطيات المتوفرة لدينا كنقابتين للمحامين في بيروت وطرابلس، ومن خلال أعمال لجان السجون، وقد ذهبنا بها نحو ثلاثة أهدافٍ، أولها يتلخص في العمل الإستقصائي والإستبياني، لبيان الحالات الموجودة بشكلٍ دقيق، داخل السجون الـ 25 في لبنان، ثم تصنيف هذه الحالات من ناحية حضور الجلسات، ودفع الغرامات والرسوم، ومتابعة ملفات تخفيض العقوبات، بُغية المساهمة في التخفيف من اكتظاظ السجون، سيّما فيما يخص الحالات التي تستحق الخروج من السجون، والسبب الثالث والأهم هو تأكيد أنّ المحاماة ليست مهنةً فحسب، بل رسالةٌ لا بد من تأديتها ".

وتابع النقيب المراد قائلاً:" هذا يومٌ مميزٌ في مفهوم الإنسانية، وما نقوم به اليوم أقل بكثيرٍ مما يتوجب علينا، فنقابة المحامين معنيةٌ بمعالجة هذا الموضوع، وعلى تعاونٍ مستمرٍ مع القضاء والأمن، وماتلقفه السادة القضاة والأمن الداخلي لهذه المبادرة، الاّ خير دليلٍ على هذا التكامل، فجميعنا نعمل من أجل هذا الإنسان وأنسنته، فإذا تخلينا عن إنسانيتنا، نكون حينها قد تخلينا عن قيمنا ووطنيتنا وأخلاقنا ومهنتنا ..."

وأضاف النقيب المراد قائلاً:" التسريع في المحاكمة، هو نصف العدالة، وهذا شقٌّ أساسي لدينا، وسوف نعمل ولجنة السجون في نقابة المحامين في طرابلس على متابعة هذا الشقّ، إضافةً الى بقية الإحصاءات التي سنحصل عليها اليوم، لنُسهم جميعاً في تحقيق دورنا الإنساني والمهني والأخلاقي ".

كما توجه النقيب المراد بتحيةٍ الى الزميلات والزملاء الذين شاركوا اليوم في هذه المبادرة من جميع المناطق، مؤكدين على رسالتهم في عملية المساهمة الإنسانية، وتعزيز مفهوم أنسنة الإنسان داخل السجون، بالإضافة الى وضع تقرير شامل وتوصيف دقيق للسجون، حتى نُسهم جميعاً بالتعاون مع الأجهزة الأمنية في التخفيف من معاناة المساجين داخل السجون .

مرتينيوس
كما كان لعضو مجلس نقابة المحامين في بيروت الأستاذ عماد مارتينيوس كلمةً نقل فيها تحية ومحبة وتقدير نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف، للنقيب المراد وأعضاء المجلس والزميلات والزملاء، مُثنياً على العلاقة المتكاملة بين نقابتي بيروت وطرابلس.
وتابع مارتينيوس قائلاً :" الهدف من هذه الزيارات اليوم ينقسم الى قسمين، الأول إنساني يتلخص في متابعة أوضاع المساجين القانونية والإجتماعية، والثاني يتمثل بمتابعة أوضاع السجون وواقع الحال فيها.

وأضاف قائلاً:" خلاصة العمل اليوم تتمثل بتسليط الضوء الإيجابي على وضع السجون والمساجين، للتعاون بعدها مع الضابطة العدلية ومع السلطة القضائية، ليُصار بعدها الى مساعدة المساجين الممكن الإفراج عنهم، وتسوية الأوضاع في السجون قدر الإمكان.
كما توجه مارتينيوس بالشكر لنقيب المحامين في طرابلس محمد المراد، وأعضاء المجلس على هذا التعاون القيّم الذي ساهم في إنجاح هذا العمل المشترك في محافظتي الشمال وعكار.

ثم جال النقيب والوفد في أرجاء السجن، حيث إضطلعوا على أوضاع المساجين في غرفهم ، وأستمعوا الى المشاكل التي يعاني منها السجينات والسجناء.

وتوجه النقيب المراد للسجينات والسجناء قائلاً:" الهدف من لقائنا والزميلات والزملاء بكم اليوم هو الإستماع الى مشاكلكم، والإطلاع على أوضاعكم القانونية المتعلقة بعدم حضور الجلسات، أو دفع الغرامات والرسوم، و محاولة تسريع طلبات تخفيض العقوبات، فنقابة المحامين مستعدةٌ لمساعدتكم، وإيماننا كبيرٌ كمحامين بخدمة الإنسانية، وبرسالتنا رسالة الإنسان، فأنتم من الناس، وواجبٌ علينا إحترامكم والوقوف الى جانبكم، بغضّ النظر عن قضاياكم ، فالحياة ظلمتكم من مكانٍ معين، وسوف نكون عاملاً مساعداً لكم، ووسيلةً لرفع هذا الظلم عنكم قدر الإمكان "

ثم إنتقل النقيب والوفد الى مكتب العقيد بهاء الصمد، حيث راجعوا بدقةٍ ملفات السجناء، وتم الإتفاق على التواصل فيما بين أمين سر النقابة الأستاذ يوسف الدويهي والمؤهل وسيم كمون، لتزويد النقابة بجداول شهرية عن ملفات السجناء الذين يتابعون تنفيذ الغرامات المالية حبساً، والمطالبين بتخفيض العقوبات، والمساجين الذين مضى أكثر من عامٍ على عدم حضورهم لجلسات، كما تمّ الإتفاق على تعيين يومي الأربعاء والجمعة من كل إسبوع للمواجهة فيما بين المحامين والمساجين في غرفةٍ خاصة، على أن يتم الإعلان قريباً عن هذا التعميم.


نظارة قصر عدل طربلس
كما قام الزملاء برصد حالات الموقوفين المحكومين في نظارة قصر عدل طرابلس، وملفاتهم القانونية، بمتابعةٍ من الأستاذة شفيقة خانجي، حيث كشفوا على واقع النظارة والمناخ الصحي والاجتماعي، وأبسط الإحتياجات التي من الممكن تأمينها لهم، مع الاشارة الى التعاون الكبير الذي ابداه آمر النظارة وكافة عناصر قوى الامن .

سجن أميون
من جهةٍ أخرى قام عددٌ من الزميلات والزملاء بمتابعةٍ من عضو مجلس النقابة الأستاذة باسكال أيوب، بالإطلاع على أوضاع المساجين في سجن أميون، حيث إلتقوا بالسجناء، وكشفوا على واقع السجن، واطلعوا على كيفية تسير امور السجناء الحياتية والواقع القانوني لملفاتهم، بالإضافة الى وضع ملاحظات حول احتياجات كل سجين وواقعه وكيفية مساعدته، وقد كان هناك تعاون ملفت من قبل آمر السجن الملازم اول سركيس نمنوم وكل عناصر الامن المولجين بحماية السجن .

سجن حلبا
كما زار الزملاء المحامين بمتابعةٍ من الأستاذة تغريد سئبل، سجن حلبا المركزي في عكار، حيث كان في إستقبالهم الملازم أول أحمد الراعي، ثم جال الجميع على غرف المساجين، واستمعوا الى مشاكل السجناء، والتي تلخّص اغلبها في البطء في التقاضي .

سجن زغرتا
وفي الوقت عينه، زار عدد من الزملاء المحامين بمتابعةٍ من الأستاذة نادين حداد، آمر سجن زغرتا الملازم اول بلال ابراهيم، ثم قام المحامون بجولةٍ على غرف السجناء للإضطلاع على اوضاعهم المعيشية والصحية، ووقفوا على تفاصيل ملفاتهم القضائية ، كما قاموا بالتدقيق في قلم السجن حول المعلومات المُعطاة من السجناء الذين تمّ الإستماع اليهم، لمتابعة ملفاتهم وتسهيل اوضاعهم.

سجن البترون
وبعد زيارةٍ لمكتب آمر سجن البترون الملازم أول شادي فرنجية، وقائد سرية درك أميون والبترون ودوما العقيد إلياس ابراهيم ، جال الزملاء المحامين بمتابعةٍ من الأستاذ فراس الشيخ، على غرف المساجين في سجن البترون،حيث إستمعوا الى جميع السجناء فرداً فردا،ووقفوا على تفاصيل ملفاتهم القضائية.

سجن رومية
كما قامت لجنة السجون في نقابة المحامين في طرابلس بمتابعةٍ من مقرر اللجنة الأستاذ محمد صبلوح، وبالتعاون مع نقابة المحامين في بيروت، في جولةٍ انسانيةٍ بامتياز، حيث أطلعوا على الاكتظاظ الحاصل في سجن رومية، والاوضاع السيئة والمزرية التي يعيشها السجناء سواء لناحية صغر مساحة الزنزانة والعدد الكبير للمساجين قاطنيها، او لناحية سوء الخدمات الصحية والطبية والغذائية، وذلك يعود لانعدام البرامج التثقيفية والتوعوية والاصلاحية والرياضية وغيرها، إضافةً الى وجود ملفات عديدة عالقة امام القضاء، والإبقاء على عددٍ لا يستهان به من السجناء في السجن دون محاكمة.

وقد ساهمت هذه الزيارة بإحياء روح الامل لدى جميع السجناء، نحو تطبيق العدالة ورفع الظلم ، حيث قدّم المحامون لهم وعوداً حقيقيةً بالعودة الى نقابتهم والعمل على معالجة مشاكلهم قدر الإمكان .