• نقابة المحامين في طرابلس - لبنان

الأستاذ كرامي ممثلاً النقيبة القوال في تشييع المحامي المتقاعد أديب الكوسا : جسّد المهنة خُلقاً في التصرف وعدالة في التعامل مع الناس

09/01/2023

شاركت نقيبة المحامين في طرابلس ماري تراز القوال ممثلةً بمدير مركز المعونة القضائية والمساعدة القانونية في النقابة الأستاذ فهمي كرامي في جنازة المحامي المتقاعد الأستاذ أديب الكوسا في كاتدرائية الصليب المقدس - رحبة عكار، بحضور حشدٍ من المحامين واهالي الفقيد.

وللمناسبة القى الأستاذ كرامي كلمة جاء فيها :" شرفتني سعادة نقيبة المحامين في طرابلس الأستاذة ماري تيريز القوال بتمثيلها، فجعلتني أقف أمامكم لألقي كلمة النقابة في وداع من إفتخرت بزمالته، والإنكفاء تحت جناح محبته، عنيت أستاذي وعمي أديب الكوسا.
طبعاً هي مهمة شاقة وصعبة، لأنها تتطلب تطويع الكلمات لتجسد المشاعر وطيب الخصال، وتتطلب أيضاً ضبط المشاعر لحسن إلقاء الكلمات.
فقد قال القدر كلمته، وإسترد الله هبته، فغاب الزميل المحب والأب الراعي، وحرمنا تلك الإبتسامة المشرقة والقلب النقي المعطاء.

هي سنة الله في الأرض، أن يفارق الأهل أولادهم بعد طول رفقة، نعم أقول رفقة، لأن أستاذ أديب كان رفيقاً، ودوداً، قريباً منّا نحن زملاؤه وأولاده، فترك فينا غرساً يعكس دماسته، وطباعه، لهذا إذا نظرتم أو تعاملتم مع أولاده غسان وغادة وسمير لوجدتم فيضاً من الأخلاق، ونهراً من الطيبة، وبحراً من الإنسانية، ومنارة في الوطنية، لأنهم أبناء هذا الأديب جامع تلك الصفات في شخصه المناضل في أحلك الظروف من أجل كرامة في الحياة.
جسّد المهنة خُلقاً في التصرف، وعدالة في التعامل مع الناس، تزود بحب أصدقائه له وبحبه لهم، فكرس الصداقة بأوفى معانيها.

عمي وأستاذي أديب.
في مثل هذا اليوم من عام ١٩٩٠ توفي صديقك وزميلك والدي رشيد فهمي كرامي، وفي ذكرى أربعينه وقفت أمامك للمرة الأولى خطيباًَ، ملقياً كلمة العائلة، فشعرت بالفخر وأنت تغدق عليّ التهنئة والتشجيع على ما أدليت، واليوم أعود وأقف أمامك للمرة الأخيرة، في تشييعك أرتجي دعمك كما عودتني، وألتمس رضاك عن تجسيد ما تركته في نفوس من عرفوك، آملاً أن تعفو سماحة طبعك عني إذا قصرت. فأنت نسمة عليلة يصعب خنقها في جماد الكلمات.
سنفتقد حضورك، ضحكاتك ونصائحك، سنفتقد الأمان الذي يضفيه مجرد وجودك، لكنحسبنا أن أخلاقك ستبقى منارتنا، وخصالك نبراس لنا، وروحك راعيتنا نراها في أعين أولادك ورفاقك ومحبيك.
فإنتقل بسلام إلى جوار من سبقوك من الأحبة وفي مقدمتهم رفيقة دربك جولييت، وإمضي معهم في جنات تليق مستقراً لكم، وتطهر، من أرض تلوثت ببعض أهل هذا الزمان، فأضحت الحياة فيها تضيق بحملة الأخلاق والمبادئ أمثالك.

وختاماً بإسم سعادة نقيبة المحامين والنقابة أسال الله أن يتغمدك بواسع رحمته ويلهمنا وعائلتك من بعدك الصبر والسلوان.
وشكرا لكم