• نقابة المحامين في طرابلس - لبنان

النقيبة القوال خلال إطلاق مركز تحكيم نقابة المهندسين في طرابلس: لهندسةٍ قضائية حديثة تدخلُ العدالة إلى الزمن المعاصر بكل تقنياته الرقمية وفضائه الإلكتروني

07/09/2023

شاركت نقيبة المحامين في طرابلس ماري تراز القوال في حفل إطلاق مركز تحكيم نقابة المهندسين في طرابلس وذلك برعاية وحضور معالي وزير العدل هنري الخوري.

وحضر الاحتفال: معالي الوزير السابق المحامي سمير الجسر، معالي الوزير السابق رشيد درباس، النائب السابق النقيب جوزاف اسحق، نقباء محامين سابقين، نقباء مهندسين سابقين، مفوض قصر العدل المحامي عماد مارتينوس ممثلاً نقيب المحامين في بيروت الأستاذ ناضر كسبار، الرئيسة الأولى لمحاكم الإستئناف في لبنان الشمالي القاضية سنية السبع، الرئيسة سهى الحسن والرئيسة هانيا الحلوة، رئيس بلدية طرابلس الدكتور أحمد قمر الدين، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس السيد توفيق دبوسي، رئيس المنطقة الإقتصادية الحرة في طرابلس المهندس حسان ضناوي، أعضاء لجنة التحكيم الهندسي في نقابة المهندسين في طرابلس وعدد من المحامين والمهندسين ومهتمين.

وللمناسبة كان للنقيبة القوال كلمة جاء فيها:" يستعجلُنا العصرُ لأن نأخذَ بأسبابه، ونمسكَ بها مُحْكِمين القبضاتِ عليها لئلا تسرَبَ من بين الأصابع، فيسربَ معها المستقبلُ بعيدًا إلى حيثُ لا قدرةَ لنا على اللحاق بغباره السريع؛ تمامًا كما يحصلُ بنا في حياتِنا الوطنية العامة التي تنعمُ هادئةً في سكينة التعطيل والفراغ والشلل المؤسساتي والإداري والسياسي، أو ما يقاربُ هذا الشلل، فيما يمضي العالمُ قدُمًا إلى فرضِ مصالح أممه المتقدمة على جميع شعوب الأرض، ونحن قاعدون في أحضان العصبيات والأهواء، (كلُّ حزبٍ بما لديهم فرحون)، كما قال الله تعالى في كتابه العزيز.

على أنني لستُ هنا من أجل الشكوى التي من حقنا كلبنانيين أن نفتش لها عن مفرداتٍ جديدةٍ، لكثرةِ ما ينتابُنا من مآسٍ وأزمات، باتت الأبجدية أضيقَ من التعبير الوافي عنها. أنا هنا لأفرحَ مع الزملاء المهندسين، والمحامين طبعًا، ومع المجتمع الشِّماليِّ في وجهٍ عام، بافتتاح مركز التحكيم التابع لنقابة المهندسين في طرابلس، ولأقولَ كلماتٍ قليلةً في موضوع يقف من جميع اللبنانيين، كالهمِّ في الصَّدرِ وكالشَّجا في الحَلْق. ذلك أن التحكيم، والوساطةَ معه، وإن كانا الصورة الأولى للحكم بين الناس في أول عهدهم بالخلافات، فقد أصبحا اليوم وسيلتين حضاريتين مكمِّلتين لدور السلطة القضائية، في فضّ النزاعات وإيلاء الحقوق. لكن الباعث على الأسف، أن التحكيم والوساطة تطورا كثيرًا على صعيد العالم كله، نظامًا قانونيًّا ومفاهيم تقاضٍ، أما القضاء اللبنانيُّ العاديُّ فما زالت آلياتُ المحاكمة فيه، متأخرةً جدًّا عن اللحاق برُكب الحداثة الذي اندمجت فيه أنظمة قضائية عديدةٌ حولنا: التدوينُ بالقلم والخطُّ الرديءُ غيرُ المقروء، ومعضلاتُ التبليغ ونظامُ الجلسات التي لا ينتهي عدُّها، والتأجيل المتمادي لعلةٍ أو بدونِها، وافتتاح المحاكمات بعد اختتامِها مراتٍ ومرات، والحضور والغياب والمعذرات، وكفاءة المساعدين القضائيين، ووضعُ المحاكم اللوجيستيُّ، وتجهيزاتُ الأقلام من أوراق الهوامش مرورًا بالأبنية المهملة وصولًا إلى آخر التِّقنيات غير المتوافرة أصلًا... كلُّها معوِّقات متكدِّسةٌ بعضُها فوق بعض، تحول دون تحقق رسالة العدالة، كما ينبغي لها أن تتحقق. وعلى الرغم من وجود دراسات ومشاريع وأفكار وخطط لتطوير المرفق القضائي، أعرف منها خطةً عُرِضَت على معظم المسؤولين، فإن شيئًا من التحديث لم يباشَرْ به بعد.
أيها الأصدقاء
في حضرة وزيرين للعدل حاليٍّ وسابق، وأمام هذا الجمهور من النقباء والمحامين والمهندسين، أدعو إلى هندسةٍ قضائية حديثة، تدخلُ العدالةَ إلى الزمن المعاصر بكل تقنياته الرقمية وفضائه الإلكتروني، وتؤمن للمحاكم المستلزمات التي تخولها السرعة في بت النزاعات وفصل الدعاوى. فالتحكيم ليس متاحًا في كل القضايا، ولا لجميع الناس، وأما السلطة القضائية فهي الأصل، وهي بحاجة إلى ورشة تطويرية تتناول كل وجوه العمل في الأقلام وعلى الأقواس وفي غرفِ المذاكرة، وتمنع المماطلة والتهرب من إحقاق الحق، لأن التأجيل الذي لا ينتهي في محاكمات اليوم، سببُه قاضٍ كسول ومحامٍ يخشى الحقيقة. هذا الواقع يجب أن ينتهي، ليكون لنا أن نعطي الأجيال الطالعة قضاءً هو بحقٍّ حديقةُ الجمهورية. والسلام.

كما كانت كلمات لكلٍّ من : نقيب المهندسين بهاء حرب، الوزير السابق النقيب سمير الجسر، الوزير هنري الخوري.
وتخلل الاحتفال عرض عن المركز قدمه المحامي فهمي كرامي.

واختُتم الحفل بتقديم درع شكر من النقيب بهاء حرب وأعضاء مجلس النقابة لمعالي الوزير هنري الخوري